للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إخوتي الكرام: هذا هو منزلة الدعاء وهذا هو شأن هذه العبادة في الإسلام وكما قلت عند النوع الأول صرف عبادة الدعاء فيما لا يقدر عليه إلا الله إلى مخلوق صرف هذا يعتبر شركاً بعد هذا ينبغي أن نعود إلى تحريف المحرفين وهوس المهوسين في هذا الحين الذين ألغو البدعة من الدين وعبدوا الله على آرائهم وهم يعبدون أنفسهم والشياطين ويزعمون أنهم يعبدون رب العالمين يقول هذا الفريق الذي انتشر في هذا الوقت في أمكنة كثيرة إن الصالحين لهم شأن عظيم عند رب العالمين في حال حياتهم وفي حال موتهم ولا نزاع في هذا الأمر ولكن أنظر لتلبس الشيطان عليهم وإذا كان الأمر كذلك فينبغي أن نلجأ إليهم في قضاء الحاجات ودفع الكربات وإنجاب الأولاد وإنزال الغيث وغير ذلك سواء كانوا في حال الحياة أو في حال الممات بل تقول بعض هؤلاء السفهاء من المنحرفين إن اللجوء إلى الأموات هذا أعظم حتى من اللجوء إلى الحي لأن الميت صار لروحه سلطان مطلق ثم زوّار وما شاء لهم الشيطان وزين لهم أن يُزوّرو. وبسند إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا روي في الحديث وفي الأثر "إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأهل القبور" وهذا بلا شك من كلام أهل الزيغ والضلال والثبور وهذا كلام كذب وزور ولم يقله رسول الله الطيب المبرور إنما الحق المزبور أن يقال إذا أعيتكم الأمور فالجأوا إلى العزيز الغفور الذي بيده مقاليد الأمور.

وقال بعض هؤلاء السفهاء ممن ينسبون أنفسهم إلى الصوفية: "قال الناس يلجأون إلى الحي وأنا ألجأ إلى الميت وإذا خذلك الله ولعنك وغضب عليك كان ماذا!! وهل أنت حجة في دين الله وعلى عباده وألجأ إلى الأموات لأن هؤلاء لهم تصرف وأرواحهم سلطان مطلق وقال من ينتمي إلى هذا الأمر".