للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخي الكريم: إذا كنت تبحث في الطب وهو علم مادي بحت تقرر بعد ذلك عما يتعلق ببدن الإنسان عن طريق التجارب التي تجريها عندما تبحث في هذا وغيره من العلوم تأمل الأسرار التي أودعها الله في بدن هذا الإنسان فإذا كنت تبحث في الطب..في طب الأسنان مثلا ما ينبغي أن تمر على الأسنان كما يقال مرور الكرام لا..ثم لا..ثم لا أنظر ما في هذه الأسنان من عبر عظيمة تدل على عظيم قدرة ذي الجلال والإكرام جعل الله جل وعلا في فم الإنسان اثنين وثلاثين ما بين سناً وضرس اثنا عشر سناً وعشرون ضرساً وهي موزعة كالآتي ثنايا أربعة اثنان في الفك الأعلى واثنان في الفك الأسفل ثنايا ثم يليها بعد ذلك الرباعيات وهي أربعة أيضاً اثنان في الفك الأعلى واثنان في الفك الأسفل يليها الأنياب وهي أربعة أيضاً اثنان في الفك الأعلى واثنان في الفك الأسفل يليها بعد ذلك الضواحك وإذا تبسم الإنسان ظهرت وهي أول الأضراس تلي الأنياب أربعة أيضاً اثنان في الفك الأعلى واثنان في الفك الأسفل يليها الطواحين وهي اثنا عشر طاحناً جعلها الله لتطحن الطعام بعد أن قطّعته الأسنان وآخر شيئاً النواجذ وهي أربعة اثنان في الفك الأعلى واثنان في الفك الأسفل تأمّل يا عبد الله ما في هذه الأسنان من عظيم العجائب التي تحار فيها الأذهان فالأسنان جعلها الله محددة تقطع كالسكاكين الحادة وشد أصولها سبحانه وتعالى والأضراس جعلها الله جل وعلا أرحاء جمع رحى أرحاء وأرحية تطحن هذا الطعام بعد أن قطعته الأسنان ثم أنظر لعظيم التركيب وبهي المنظر وجميل الصنعة في هذه الأسنان زيّن الله بها فم الإنسان جعلها منظومة مرتبة بيضاء مشرقة كأنها عقد من اللؤلؤ..