للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كأنها لؤلؤاً منظوم ثم أنظر يا عبد الله في هذه الأسنان عندما تطحن هذا الطعام بعد أن يُقطع أنظر إلى هذه الأسنان جعل الله جل وعلا الأسنان في الفكين جعل الفك الذي يتحرك هو الفك الأسفل ولا يوجد رحى على وجه الأرض يتحرك أسفلها ويثبت أعلاها إنما الرحى، الرحى التي تطحن هي العليا والسفلى ثابتة وهذه الرحى هذه الطاحون على العكس مما يصنعه بني آدم فالفك الأسفل هو الذي يتحرك وهو الذي يقطع الطعام ويطحنه والفك الأعلى ثابتاً لا يتحرك لأسباب عظيمة وأولها هذا أجمل بحال الإنسان عندما يأكل الطعام وثانيها: إن الفك الأعلى يكون فوقه ويكون في أعلاه أعضاءٌ خطرة شريفة جليلة لو تحرك الفك الأعلى أدى ذلك إلى وقوع خطراً عليها فيلي الفك الأعلى حاسة الشم، العين، الدماغ، السمع هذا كله يكون فوق في الفك الأعلى فلو أن الفك الأعلى يتحرك لحصل ارتجاج لهذه الأعضاء وربما تأثرت..

ألا تعتبر بهذا عندما تدرس هذه العلوم.. من الذي جعل الأسنان بهذه الكيفية ويليها الأضراس وبعد ذلك فكاً أسفل يتحرك وفك أعلى ثابت على خلاف المعروف في أرحاء وأرحية بني آدم ثم أنظر يا عبد الله إلى هذه الأسنان كيف جعل الله عليها حائطين طبقتين يغطيانها شفتان شفة سفلى وشفة عليا وانظر لحكمة الحكيم العليم شفتان لا عصب فيهما ولا عظم ليسهل إنطباقهما وانفتاحهما وليسهل مص الماء وشربه بهما هذا تقدير العزيز العليم فيا عجباً. كيف يعصي الإله أو يحمده الجاحد وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد.