للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إخوتي الكرام: الشروط المتقدمة في المجتهد المطلق وما يتبعه من مجتهد المذهب عما قلت ومجتهد الفتوى والترجيح هؤلاء كما قلت من وُجدت فيهم هذه الصفات يحق له أن يُفتوا وهؤلاء هم الذين يُسئلون وعندما يبذلون جُهداً واجتهاداً للوصول إلى حُكم الله في قضية يُثابون ويُأجرون في جميع الأحوال لوجود الشروط المتقدمة فيهم فتلك الشروط هي الحَكَم الفيصل بين الاجتهاد المقبول والاجتهاد المرذول وهي الحَكَم الفارق بين كون المجتهد يُثاب أو يُعاقب فإن وُجدت فيه يُثاب على جميع أحواله أصاب أم أخطأ كما سيأتينا وإذا لم توجد فيه يُعاقب على جميع أحواله أصاب أم أخطأ..

إن الذي يتكلم دون أن يُعد العُدّة هو على ضلال وعليه غضب ذي العزة والجلال أصاب الحُكم الشرعي أو..لا.. لا يجوز للإنسان أن يتكلم في دين الله إلا بعد أن يُعد العُدة التي تُأهله لذلك وهذا ما أشار إليه نبينا صلى الله عليه وسلم فاستمعوا لتقرير هذا إخوتي الكرام: لأننا نشهد هذه الأيام فوضى لا نهاية لها تحت ستار العود إلى الكتاب والسنة.. تحت ستار عدم التقيد بمذاهب الأئمة ثم كل واحد يعرف بما لا يعرف ويقول إنني مجتهد وضمن الله لي الأجر إن أصبت لي أجرا وإن أخطأت لي أجر أنت عليك إثم الضال المضل في جميع أحوالك فانتبهوا لذل إخوتي الكرام بإشارة نبينا عليه الصلاة والسلام لأن لا يُسند الأمر إلى غير أهله.