أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله، فأعظم الطاعات وأفضل الأذكار التي يتقرب بها المخلوق إلى خالقه، كلمة التوحيد لا إله إلا الله، وقد أخبرنا نبينا - صلى الله عليه وسلم - أن أفضل كلمة خرجت من بين شفتين الطاهرتين الكريمتين ومن بين شفاه أنبياء الله ورسله منذ أن أرسل الله آدم إلى أن ختم رسله بنبينا محمد على نبينا وعل جميع أنبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه أن أفضل كلمة خرجت من تلك الأفواه الطيبة المباركة من أفواه أنبياء الله ورسله هي كلمة التوحيد لا إله إلا الله، ثبت الحديث بذلك في موطأ الإمام مالك من رواية طلحة بن عبيد الله بن كريب بغير التصغير وهو ثقة من أئمة التابعين الطيبين ومن رجال صحيح مسلم وسنن أبي داود مرسلاً إلى نبينا - صلى الله عليه وسلم -.
والحديث رواه الإمام الترمذي في سننه من رواية عمرو بن شعيب عن أمية عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:[أفضل الدعاء دعاء يوم عرفه، وخير ما قلت أنا والنبيون قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير] .
إخوتي الكرام: وسأستعرض في هذه الموعظة المباركة شيئاً من الأجور التي يحصلها الذاكر لله جل وعلا بهذه الصيغة، أعني كلمة التوحيد لا إله إلا الله وسأذكر الأجور التي يحصلها الإنسان على قول هذه الصيغة إذا قالها مطلقاً دون أن يتحدد ذلك بوقت أو مكان، ودون أن أتحدث عن فضائلها الحسان وأحكامها العظام، كما سأقص شيئاً من الحديث على فضل النطق بها، من نطق هذه الكلمة مرة أو عشر مرات أو مائة أو مائتين أو أكثر دون أن يتحدد ذلك بوقت أو مكان ودون أن أبحث في بقية أحكامها الحسان، ما أجر من نطق بها؟ ما أجر من كررها؟ ما أجر من عبد الله بها، كلمة التوحيد، إخوتي الكرام لذلك أجور كثيرة وقربات وبركات، فالكلمة الواحدة من هذه الصيغة إذا قلتها تعدل عدل رقبة عند الله جل وعلا.