إخوتي الكرام: كم نتنافس ونشقى ونتعب وننحني في تحصيل كوخ في هذه الحياة، ثم نزهد بعد ذلك في قصور الجنات، إن هذه هي السفاهة والحماقة بعينها [إذاً نستكثر قصوراً فقال النبي عليه الصلاة والسلام الله أكثر وأطيب] وفي رواية الدارمي [الله أوسع] وملكه سبحانه وتعالى لا ينقضي ولا يحيط به إلا هو سبحانه وتعالى.
إخوتي الكرام: وهذه الروايات لا تنزل عن درجة الحسن بحال.
أما رواية سعيد بن المسيب فهي مع إرسالها حكم عليها الإمام ابن كثير بأن هذا المسند حسن الإسناد ومن بحث في رجال إسنادها يرى أن جميع رجال الإسناد رجال أئمة ثقات إثبات من رجال الصحيحين إلا عبداً واحداً صالحاً ولياً وهو أبو عقيل زهرة بن معين فهذا خرج له النبلاء فقط وأهل السنن الأربعة ولم يخرج له الإمام مسلم وقد توفي ١٣٥هـ قال الإمام الدارمي بعد أن روى الحديث من طريقه إلى سعيد بن المسيب في (التقريب) قال ثقة عاين ولما ترجمه الإمام الذهبي في (الكاشف) قال كان من الأولياء وتقدم معنا ما يتعلق بتعريف الإبدال والأحاديث الواردة فبهم فلا يتعين ذلك عن أذهانكم ورواية أبي هريرة رضي الله عنه فيها ضعف من حيث الإسناد ورواية معاذ بن أنس الجهني لكن الحديث لا ينزل عن درجة الحسن بحال، وهذا ثابت من كلام نبينا المختار عليه الصلاة والسلام.
إخوتي الكرام:
هذه هي الأجور والمقام التي يحصلها من يذكر الله بأعظم صيغ الذكر بكلمة الإخلاص لا إله إلا الله، وبكلامه في السورة التي نزلها في بيان النسبة ونسبها سبحانه وتعالى وهي سورة الإخلاص.
وإذا كان ال بكلمة التوحيد ويكثر من قراءة هذه السورة المباركة وهي سورة الإخلاص.
ما الذي حصل بعد ذلك؟ إن الأمر تغير بانتكاس العقول وعبد الناس أنفسهم وهم يظنون أنهم يعبدون ربهم.
{أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم كالأنعام بل هم أضل سبيلا} .