للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(أخشى أن أموت بين النفي والإثبات) يعني أخشى إن قلت لا إله أموت فأكون قد كفرت، سبحان الله العظيم، وإذا حصل هذا ماذا جرى، إنما الأعمال بالنيات، أفرض لو أن لسانك أخطأ وقلت اللهم أنت عبدي وأنا ربك كما نقل صاحب الراحلة أخطأ من شدة الفرح ماذا جرى الله هو الذي يعلم ما في القلوب سبحانه وتعالى، فهل أنت تريد تنفي الألوهية عن رب البرية، حتى يلزم من ذلك محذور إذا مت بين النفي والإثبات، وهذا كلام باطل والإمام الشبلي كان يعتريه شيء أحياناً من جفاف الدماغ لشدة مجاهدته فأئمتنا قالوا ما حصل منه هو من باب الخطأ المقدور لا من باب السعي المشكور فلا يقتدى به في هذا الأمر ونلتمس له عذراً ونرد قوله وقول كل قائل إذا لم يكن القول له مستنداً من نبينا عليه الصلاة والسلام، والإمام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى) في المكانين المشار إليهما آنفا قال (يغفر للإمام الشبلي لقوة إيمانه بربه وكثرة مجاهدته ووقوع هذا الكلام منه في حال سكره ووجده) ويراد بالسكر الهيمام الذي يعتريه عند ذكر الرحمن يغفر له لهذا، لكن هذا من باب الخطأ المقدور لا من باب السعي المشكور قال وقد وافقه على ذلك أبو يزيد البسطاسي وهو عيسى بن تيفور وتوفي سنة ٢٦١هـ وافقه على ذلك وهو على شاكلته في ذلك ثم قال (والمشايخ الذين هم أصح حالاً من هؤلاء ما كان يذكرون الله بهذه الصيغة لا مظهرةً ولا مضمرة ثم قال وإذا تنازع الناس فيتبقى رد الأمر إلى نبينا - صلى الله عليه وسلم -، هل ورد عنه أم لا.

إخوتي الكرام: