.. وكثيرا ما كانت تعرض الأعطيات على سيدنا الإمام المبجل أحمد بن حنبل فيرفضها ثم يذكرها أولاده بعد سنين ويقولون عرض علينا وعرض فيقول يا أولادي لو أخذناها لنفذت هي كنا أنفقناها ونحاسب عليها قليل يكفي خير من كثير يلهي ويطغى. والإنسان في هذه الحياة مهما اشتدت به الكربات لن يموت جوعا. والقناعة ضابطها كما قال أئمتنا قلة تمنيك ورضاك بما يكفيك هذه هي القناعة لا تتمنى ولو كان لك وادياً من ذهب لأردت ثانيا ولو كان لك واديين لأردت ثالثاً. ارض بالموجود ولا تحرص على المفقود. هذه هي القناعة وهذا القليل فيه راحة وإذا جاء الكثير بدون معصية الله الجليل فلا حرج لكن إذا جاء بدنس فالسلامة لا يعدلها شيء. وهنيئا لمن رزق القناعة ثبت في حم، م، ت، جه، ك، هق، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما أتاه.." ومما ينسب للإمام الشافعي رضي الله عنه أنه كان يقول:
أمت مطامعي فأرحت نفسي ... فإن النفس ما طمعت تهون
وأحييت القنوع وكان ميتا ... ففي إحيائه عرض مصون
إذا طمع يحل قلب عبد ... علته مهانة وعلاه هون
العبد حر ما قنع والحر عبد ماطمع
... ثبت في: حم، ت، حب، ك، ابن المبارك زهد: عن فضالة بن عبيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "طوبى لمن هدى للإسلام وكان عيشه كفافا وقنع" إذا اتصف الإنسان بهذا يهون عليه أن يختار العجز على الفجور.