تدارسنا في شهر الصيام خير شهور العام عند ذي الجلال والإكرام ما يتعلق بأحكام شهر رمضان وكانت الموعظة التي تلي ذلك الشهر الكريم حول فرحة العيد وبينت أن الله وحد بين عباده الموحدين وحد بينهم في عقائدهم وأفكارهم وفي أعمالهم وأفعالهم وفي مشاعرهم وأحاسيسهم وبينت أن إظهار الفرحة في أيام العيد من تعظيم شعائر الله وذلك من دين الله {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} .
وبيَّنتُ أيضًا أنه كما ينبغي أن نظهر الفرحة والابتهاج والسرور أيام العيد في أعياد المسلمين يحرم علينا قطعا وجزما أن نظهر الفرح والسرور وأن نشارك في البهجة في أعياد الجاهلية سواء كانت تلك الأعياد أعيادا وطنية على حسب المفاهيم الردية في هذه الأوقات الزمنية أو أعيادا أجنبية فيحرم علينا أن نشارك في غير الأعياد الإسلامية وذكرت عند هذا الأمر قول شيخ الإسلام الذي عد من مجددي القرن الثالث الهجري وقد توفي سنة ٢١٧هـ أحمد بن حفص البخاري يقول هذا العبد الصالح:"من عبد الله خمسين سنة ثم أهدى إلى كافر بيضة في يوم عيده تعظيما لذلك اليوم فقد كفر بالله وحبط عمله".
وهذا الأمر السوي الصحيح أراد بعض الإخوة الكرام من الحاضرين المستمعين للموعظة الماضية شيئا من التوضيح وبما أن هذا الطلب وجيه وجيه فأحب أن نتدارسه في هذه الموعظة.
إخوتي الكرام:
الفرائض التي فرضها الله على عباده وأوجبها عليهم تنقسم إلى قسمين اثنين.
فرض دائم يجب على الإنسان أن يقوم به على الدوام في كل زمان ومكان وهذا الفرض الدائم يقوم على ركنين بهما تتحقق عبودية الإنسان لرب الكونين.
أولهما: أن يفرد الله عز وجل بالعبادة وأن لا يشرك به شيئا.
والثاني: أن يفرد نبيه عليه الصلاة والسلام بالمتابعة وأن لا يقتدي بغيره وأن لا يقلد أحدا من دونه إياك أريد بما تريد بهذين الأمرين تحصل العبودية في الإنسان لذي الجلال والإكرام.