ولذلك إخوتي الكرام لو حوسبنا على تفريطنا وتقصيرنا في حق ربنا لأُلقينا على وجوهنا في نار جهنم فحقيق بنا إذا كنا من الأكياس أن نخاف رب الناس "يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار " إن كل من يحاسبه الله يوم القيامة يهلك ويلقى في نار جهنم. لكثرة تفريطنا في حق ربنا جل وعلا وقد ثبت في المسند والصحيحين من رواية أمنا عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" من حوسب عذب " وفي رواية " من نوقش الحساب هلك " فقالت أنا عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وعن أبيها وعن الصحابة أجمعين قالت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم يقل الله. فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حساباً يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا في سورة الانشقاق فسوف يحاسب حساباً يسيرا إذاً يأخذ كتابه بيمينه ويحاسب وأنت يا خير خلق الله عليه صلوات الله وسلامه تقول من حوسب عذب. من نوقش الحساب هلك فقال ليس ذا لكِ إنما ذا لكِ العرض ولكن من حوسب عذب ومن نوقش الحساب هلك فالحساب يسير هو أن تعرض الصحف من قبل الله الجليل على عباده المؤمنين هذا هو الحساب فيقول الله لهم سترتكم في الدنيا وأستركم في الآخرة لكن من ناقشه الله وحاسبه عذبه وأهلكه من حوسب عذب.
ومن نوقش الحساب هلك نعم إننا نفرط في حق ربنا في ليلنا ونهارنا وقد جلى لنا نبينا صلى الله عليه وسلم هذا بحديثه الذي يخبر فيه عن نفسه وعن روح الله وكلمته نبي الله عيسى على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه فيقول والحديث رواه ابن حبان في صحيحه وأبو نعيم في الحلية ورواه البزار في مسنده والإمام الطبراني في معجمه الأوسط من رواية أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه: قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لو يؤاخذني الله وابن مريم بما جنت هاتان الإبهام والتي تليها السبابة لعذبنا ثم لم يظلمنا".