للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سبحانك ربي سبحانك ربي إذا كان هذا حالك مع نبيك خير خلقك عليه الصلاة والسلام ومع كلمتك وروحك لو حاسبتهما على ما يصدر من إصبعين فقط من أعضائهما في حقك حول الإبهام وحول السبابة لعذبنا دون ظلم منك فكيف يكون حال من عداهما إن عباد الله الأخيار تتقطع قلوبهم عندما يسمعون مثل هذا "يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار".

أخي المؤمن أنت على يقين من ذنبك وتفريطك وأنت بعد ذلك لست على يقين من مغفرة الله لك ورحمته بك أمرك موكول إليه أما يجب عليك أن تتصف بهذه الصفة التي نعت الله بها الرجال "يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار" "لو يؤاخذنا الله وابن مريم بما جنت هاتان لعذبنا ثم لم يظلمنا " نعم كل من نجا من النار فما نجا إلا بمغفرة العزيز الغفار وكل من دخل الجنة فما دخلها إلا برحمة الله القهار فتلك نجا منها بمغفرة الله وهذه دخلها رحمة الله جل وعلا.

مال للعباد عليه حق واجب ... كلا ولا سعى لديه ضائع

إن عذبوا فبعد له أو نعموا ... فبفضله وهو الكريم الواسع

فإن يثبنا فبمحض الفضل أو يعذب فبمحض العدل والله جل وعلا عنده في الآخرة داران لا ثالث لهما دار العدل وهي النار ودار الفضل وهي الجنة فمن دخل النار فبعدل الله ومن دخل الجنة فبفضل الله.