للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نعم إخوتي الكرام هذا هو وصف عباد الرحمن "يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار" ولذلك إخوتي الكرام كلما عظيم الإيمان في قلب الإنسان وكلما صفا قلبه كلما اشتد من خشية الله جل وعلا وكلما كثر خوفه وقد ثبت هذا عن عدة من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين وبينوا لنا اختلاف المتأخرين عن السابقين الصادقين نُقل هذا عن أنس وعن أبي سعيد الخدري وعن عبادة بن قرط وقيل قرص وإليكم آثارهم أما اثر أنس فثبت في صحيح البخاري عن أنس وأما أثر أبي سعيد الخدري نفى مسند الإمام أحمد ومسند البزار بسند رجاله رجال الصحيح كما قال شيخ الإسلام الإمام الهيثمي والإمام العراقي عليهم جميعاً رحمة الله وأما أثر عبادة بن قرط رضي الله عنهم أجمعين فرواه الإمام أحمد في المسند والحاكم في المستدرك وأبو داود الطيالسي ورواه الإمام الدارمي في سننه ولفظ الآثار الثلاثة بمعنى واحد وهو يقول أنس وأبو سعيد وعبادة ابن قرط رضي الله عنهم أجمعين " إنكم لتعلمون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات " وهذا يقوله أنس رضي الله عنه للطبقة الثانية في هذه الأمة بعد الصحابة.

وهكذا أبو سعيد وهكذا عبادة بن قرط " إنكم لتملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر كما نعده على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات " قال حميد بن هلال لأبي قتادة راوي الحديث فكيف لو أدركوا زماننا فكيف لو أدرك عبادة بن قرط زماننا ماذا كان يقول قال كان لذلك أقْوَل بقول أكثر وأكثر إنكم تعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر سيقول إن تعملون أعمالاً لا ترونها شيئاً ليست أدق من الشعر كنا نعدها من المهلكات من قاصمات الظهور.