وقيل كما في المسند وسنن الدارمي لشيخ الإسلام محمد بن سيرين عليهم جميعاً رحمة رب العالمين قيل له ألا تسمع إلى أثر عبادة بن قرط: إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات قال نعم أرى جر الإزار فيها نعم أرى جر الإزار منها فالسلف رضوان الله عليهم أجمعين الصحابة الكرام الطيبون يحذرون هذا غاية الحذر غاية الخشية فجاء المتأخرون يسترسلون يجر ثيابه وإذا جر ثوبه وكلّمته يقول وماذا في هذا والقلب نظيف ولا أقصد كبراً ولا علواً ولا فخراً ولا رياءً.
وانظر إلى محمد بن سيرين وهو من أئمة التابعين يقول أرى جر الإزار منها أي يجر الإزار ويرون أن هذا أدق من الشعر لكن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يعدونه من الموبقات كيف لا وقد ثبت في المسند وسنن أبي داود وابن ماجه والحديث رواه ابن حبان في صحيحه ورواه البيهقي في السنن الكبرى ورواه الحميدي في المسند وإسناده صحيح من رواية أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وأرضاه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه. إزرة أي الحالة التي يأتزر بها ويلبسها إلى أنصاف ساقيه ولا حرج ولا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين ومرخص له أن يمد إزاره وثوبه إلى الكعبين فما كان أسفل من الكعبين فهو في النار ومن جر إزاره بطراً لم ينظر الله إليه يوم القيامة إذاً عقوبتان إذا نزل الإزار عن الكعبين فهو في النار قصدت الخيلاء أم لم تقصد وإذا جررت إزارك بطراً ورياءاً فمع دخولك النار تعقب بالعقوبة التي هي أعظم وأفضع أن الله لا ينظر إليك يوم القيامة ومن جر إزاره بطراً لم ينظر الله إليه يوم القيامة أرى جر الإزار منها إنكم لتعملون إعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات.