للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إخوتي الكرام من استحضر تقصيره سيخاف من ربه عز وجل هذا اللسان خلقه الله جل وعلا ليسبحه وليذكره وليهلله وليشتغل بالفوائد لينال المفائم والفرائد ورحم الله امرءاً قال خيراً فغنم أو سكت عن شر فلم وإذا أطبقت لسانك في الهذيان فيما لا يغنيك فقد جعلت حاجزاً بينك وبين جنة الله ورضوانه فكيف لو أطلقت اللسان في لدغ بني الإنسان وسلطه عليهم كأنه تنين وثعبان كيف سيكون حالك وكل واحد على نفسه بصيرة يعلم ما يخطئ في حق الله إن كان بلسانه وإن كان بعد ذلك بجوارحه الأخرى.

إخوتي الكرام: لا بد من أن نضبط أنفسنا وأن نمنعها من مخالفة ربنا وإذا وقع منا ما وقع وكلنا مخطئون فينبغي أن نخاف من الحي القيوم إخوتي الكرام من تمام إيمان الإنسان وكماله وصدقه في إيمانه أنه يضبط لسانه ولا يتكلم إلا بخير.

كما ثبت في المسند والصحيحين وسنن النسائي وابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه" إما أن تنطق بما ينفع وإما أن تسكت والسكوت من صفات الطيبين الخيرين المؤمنين الصادقين.

إن كان يعجبك السكوت فإنه ... قد كان يعجب قبلك الأبرار

ولئن ندمت على سكوتك مرة ... فلتندمن على الكلام مرارا

إن السكوت سلامةٌ ولربما ... زرع الكلام عداوة وضرارا

أسأل الله برحمته التي وسعت كل شيء أن يحفظنا من مخالفته ومعصيته واسأله أن يوفقنا لطاعاته ومرضاته وأسأله أن يعاملنا برحمته ومغفرته إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين أقول هذا القول وأستغفر الله.

الخطبة الثانية: