للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما يوم عرفات فذاك منزلته عظيمة عظيمة عند رب الأرض والسموات كان الصحابة يعدونه والنبي عليه الصلاة والسلام بينهم بعشرة آلاف يوم والحديث كما قلت في شعب الإيمان للإمام البيهقي وكتاب الترغيب والترهيب للإمام الأصبهاني بسند لا بأس به وثبت في كتاب شعب الإيمان للبيهقي أيضا وإسناد الأثر أيضا لا بأس به وقد ذكره الحافظ في الفتح وسكت عليه وصنيعه يقتضي بأنه حسن من رواية مجاهد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من أيام عشر ذي الحجة فأكثروا فيها من التهليل والتكبير وذكر الله فإن صيام يوم فيها يعدل بصيام سنة وإن الأعمال تضاعف فيها بسبعمائة ضعف".

إخوتي الكرام: هذه هي منزلة هذه الأيام التي سنستقبلها كما قلت في وسط الأسبوع الآتي عشر ذي الحجة هذه الأيام أيام عظيمة مباركة وإنما كان لها هذا الشأن لأن جميع العبادات بأسرها تقع فيها فالصلاة والصيام والصدقة والزكاة والحج وسائر الطاعات يمكن أن تقع في عشر ذي الحجة فهي ظرف لها وأما الأيام الأخرى فلو قدر أن الطاعات ستقع فيها لن تقع فيها عبادة الحج فلها موسم معين فهذه الأيام هي ظرف لسائر العبادات على وجه التمام لذلك عظمت منزلتها عند ربها الرحمن وقد قرر أئمتنا الكرام أن أيام عشر ذي الحجة بالنسبة إلى سائر الأيام كمكانة المشاعر بالنسبة لغيرها من البلدان فيما أن مكة وعرفة ومنى تعظم وتفضل على غيرها من البقاع والأصقاع فهكذا هذه الأيام بالنسبة لغيرها من الأيام تفوقها منزلةُ عشر ذي الحجة بين الأيام كمنزلة أماكن المشاعر بين البلدان.