وهذا التكبير ثابت عن علي وعبد الله بن مسعود رضوان الله عليهم أجمعين بسند صحيح كما روى ذلك الإمام ابن المنذر وهذا كما قلت تكبير مقيد ينبغي أن يلتزم به العباد عقيب الصلوات المفروضات وأما صيغته فقد نقل عن سلفنا الكرام صيغ متعددة مما يدل على أن الأمر فيه سعة روى عبد الرزاق في مصنفه بإسناد صحيح عن سلمان الفارسي رضي الله عنه وأرضاه أنه كان يكبر فيقول " كبروا الله قولوا الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا " فلو قال هذا الإنسان أجزأه وهو حسن ولو قال ما روى عن عمر رضي الله عنهم أجمعين كما أشار إلى هذا الحافظ ابن حجر " الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد " لو قال هذا وهو الذي عليه عمل المسلمين عقيب الصلوات في هذه الأيام أعني في يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق فهذا أيضا حسن ولو قدر أن العباد زادوا أو نقصوا إن الأمر فيه سعة وأما قول هذا بصوت جماعي فلا حرج فيه.
إخوتي الكرام: وما يفعله بعض الناس في هذه الأيام من أن مقولة هذا بصوت جماعي بدعة فأي بدعة في هذا وإذا نقل هذا عن السلف الكرام وكانوا يكبرون وترتج منى تكبيراً وإذا فعل هذا عقيب الصلوات من أجل الجهد بذكر مشروع ومن أجل تعليم من لا يعلم أي بدعة في ذلك إذا جهد المصلون بتكبير الحي القيوم إخوتي الكرام لابد أن نقف عند حدنا عندما نطلق الألفاظ على الأحكام التي تصدر من العباد إذا هذا أول ما ينبغي أن يفعله الناس أن يفعله المسلمون في أيام العشر أي عشر ذي الحجة وما بعدها من أيام التشريق التكبير لهه جل وعلا.