الأمر الثاني: صيام هذه الأيام أعني صيام التسع دون صيام اليوم العاشر وهو يوم النحر فيرحم علينا أن نصومه وأن نصوم الأيام التي بعده وهي أيام التشريق أيضاً مما ينبغي أن يحرص عليه العباد وصيام أيام التسع من ذي الحجة من اليوم الأول إلى نهاية التاسع وهو يوم عرفة فهي أيام أيضا مباركة جليلة عظيمة صيامها له أجر عظيم كما تقدم معنا صيام اليوم منها يعدل بصيام سنة وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يصومها من أولها إلى آخرها كما ثبت هذا في مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود والنسائي والسنن الكبرى للإمام البيهقي وإسناد الحديث صحيح عن هنيده بن خالد وهو رجل من الصحابة يسمى بذلك رضي الله عنه وأرضاه عن هنيده بن خالد عن روجه عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وهي إما حفصة أو أم سلمة على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة. وليس المراد من ذلك اليوم التاسع إنما المراد يصوم هذه الأيام التسعة كما ثبت في إحدى روايات النسائي كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم عشر ذي الحجة وثلاثة أيام من كل شهر والرواية الأولى كان يصوم تسع من يوم عاشوراء وثلاثة أيام من شهر إذا هذه الأيام أيها الأخوة الكرام من أمكنه أن يصومها فليغتنم ذلك فله أجر عظيم ومنزلة كبيرة عند الله جل وعلا.