"قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم" – أن تصيبهم فتنة في هذه الحياة بلية ومصيبة عظيمة فاقرة تهلكهم، أن تصيبهم فتنة في دينهم فيخرجوا عن دين ربهم عز وجل وأي فتنة أعظم من مخالفتهم لنبيهم عليه الصلاة والسلام فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم.
إخوتي الكرام: هذه بعض نصوص القرآن تأمرنا بالاقتداء واتباع نبينا عليه الصلاة السلام وتحذرنا من مخالفته عليه الصلاة والسلام وقد جاءت الأحاديث الكثيرة تقرر هذا الأمر وتبينه وقد كان نبينا عليه الصلاة والسلام يغرسه في الأمة على الدوام فكان إذا خطب عليه الصلاة والسلام في كل جمعة يوصي عباد الله بهذا الأمر ألا وهو: أن سنته هو الهدى فمن تبعها فقد اهتدى ومن انحرف عنها فهو على ضلال وردى.
ثبت في مسند الإمام أحمد وصحيح مسلم والحديث رواه الإمام النسائي في سننه وابن ماجه في سسنه أيضا والبغوي في شرح السنة والإمام الآجري في كتاب الشريعة وهو حديث صحيح صحيح فهو في صحيح مسلم من رواية جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب إذا قام خطيباً يخطب فيهم الجمعة احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم ثم يقول أما بعد إن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدي محمد عليه الصلاة والسلام وشر الأمور محدثاتها وكل محدث بدعة وكل بدعة في ضلالة.
زاد الإمام النسائي في سننه بإسناد صحيح: وكل ضلالة في النار. إن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدي محمد خير خلق الله عليه الصلاة والسلام وشر الأمور محدثاتها وكل محدث بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. كان هذا الكلام حق يقول نبينا المختار عليه الصلاة والسلام في كل جمعة إذا خطب المسلمين يغرس هذا المعنى في قلوبهم.