كما ثبت ذلك عن أبي عمران الجَوْني وهو من أئمة التابعين الكبار توفي سنة ١٢٣هـ وقيل سنة ١٢٨هـ وهو عبد الملك بن حبيب أدرك أنس بن مالك وجندب بن عبد الله رضي الله عنهم أجمعين فهو من التابعين وهو ثقة إمام عدل رضا حديثه مخرج في الكتب الستة نقل أبو نعيم عنه في حلية الأولياء في ترجمته، والأثر ثابت عنه في تفسير ابن أبي حاتم كما ذكر ذلك الإمام ابن تيمية في مجموع الفتاوي في الجزء ١٣ ص ١٣٣ عن هذا العبد الصالح أبي عمران الجوني أنه قال:(ما نظر الله إلى عبد إلا رحمه ولو نظر الله إلى أهل النار لرحمهم وأخرجهم منها ولكن قضى عليهم ألا ينظر إليهم)"إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لاخلاق لهم في الآخرة ولا يكلهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم".
والأحاديث كما قلت إخوتي الكرام بذلك متواترة أن الله ينظر إلى من رضي عنه ولا ينظر إلى من غضب عليه.
ففي صحيح مسلم والحديث رواه الإمام النسائي أيضاً من رواية أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ثلاثة لا ينظر الله إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم " شيخ زان وعائل متكبر وملك كذاب " لا ينظر الله إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم. وثبت في المسند والسنن الأربعة وصحيح مسلم، من رواية أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة لا ينظر الله إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره والمنان بما أعطى، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب " لا ينظر الله إليهم. فصفة النظر تعيده بمشيئة الله وقدرته ينظر إلى من رضي عنه ولا ينظر إلى من غضب عليه، فتختلف عن صفة العلم، ولذلك أكرم الله هذه الأمة المرحومة بأن نظر الله إليهم في أول ليلة من شهر رمضان ومن نظر الله إليه فلن يعذبه أبداً.