للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إخوتي الكرام: إن الصيام الذي فرضه علينا ذو الجلال والإكرام في شهر رمضان أغدق الله علينا في هذا الشهر من الخيرات والإنعام مال يحصل للأمم السابقة..

إن الصيام يكفر الذنوب ويستر العيوب إن الصيام يحول بينك وبين النيران، إن الصيام سبب لتحصيل الخيرات في العاجل إن الصيام سبب لتحصيل الخيرات في الآجل.. نعم كثيرة أغدقها الله على هذه الأمة سأتكلم على هذه الأمور الأربعة في هذه الموعظة إن شاء الله..

إخوتي الكرام: هذا الصيام يكفر الذنوب ويستر العيوب وهذا من رحمة علام الغيوب بهذه الأمة أن جعل الصيام لهم مكفراً لذنوبهم وساتراً لعيوبهم ثبت في المسند وصحيح مسلم والحديث رواه الإمام الترمذي في سننه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) مكفرات لما بينهن-في رواية – إذا لم تُفش الكبائر..أي أن هذه الطاعات من الصلاة، والجمعة والصيام تكفر ذنوب الإنسان إذا اجتنب الكبائر المهلكة (وهي كل ذنب أوعد الله عليه بعقوبة شديدة في الآخرة أو عليه حد مقدر في الدنيا) .

وقد ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام ذلك في أحاديث كثيرة ففي المسند والكتب الستة (في الصحيحين والسنن الأربعة) من حديث أبي هريرة أيضاً رضي الله عنهم أجمعين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر) ..من صام رمضان مؤمناً بأن الله فرض الصيام وله على عباده حق الطاعة على الدوام واحتسب –أي طلب الأجر من صيامه من ربه جل وعلا له عهد عند الله بأن الله يغفر ما تقدم من ذنبه.