وهكذا الإمام الطرطوشي أبو بكر الذي توفي سنة ٥٢٠هـ وله كتاب سماه كتاب في تحريم السماع وما وقفت عليه وسأنقل عنه بواسطة الإمام القرطبي في تفسيره في ١١/٢٣٧ عند قول الله في تفسيره سورة طه "فأخرج لهم عجلاً جسداً له خوار".. عند هذا ينقل الإمام القرطبي كلام الإمام الطرطوشي يقول قال الإمام الطرطوشي " التصفيق من إحداث الزنادقة وهو أول من فعله عباد العجل وعباد البقر أتباع السامري عندما أخرج لهم عجل جسداً له خوار قاموا حوله يتواجدون ويرقصون فهو دين الكفار وعباد العجل ثم قال وأما آلات اللهو التي يعزف فيها عند الرقص وأما القضيب فهو أول من أحدثه الزنادقة.
وهذا كما قال الإمام الشافعي خرجت من بغداد وتركت ورائي شيء اسمه التغدير شيء يغدرون به وينغمون ويطربون أحدثها الزنادقة ليصدوا الناس عن كلام الله جل وعلا وأما القضيب أول من احدثه الزنادقة ثم قال ويجب على ولاة الأمر أن يمنعهم ولا يجوز للمسلم أن يحضر معهم ولا أن يأكل من طعامهم هذا مذهب أبي حنيفة والشافعي وأحمد وكما قلت هذا موجود في تفسير الإمام القرطبي وقد ألف بعض الفقهاء الحنفية الكبار علماء القرن العاشر للهجرة توفي سنة ٩٥٦هـ وهو الإمام الحلبي واسمه إبراهيم ابن محمد ابن إبراهيم انظروا ترجمته في شذرات الذهب ٨/٣٠٩ صاحب كتاب ملتقى الأبحر في فقه أبي حنيفة ألف رسالة سماها "الرهسُ والوقص لمستحل الرقص " والرهس هو العصر الشديد والوقص هو دق العود وبين أن الرقص حرام ومن استحله فهو كافر بالرحمن لا سيما إذا جعل ذلك عبادة وقربة يتقرب بها إلى ذي الجلال والإكرام.