وقد وصل الأمر ببعض العلماء أن التمس هؤلاء الأعذار ويعلم الله إنني لا أقصد بذلك شينة ولا تهوين أمره لكن الحق أدق بالاتباع وما في الدين محاباة وإذا هو خرف في هذه المسألة فيرد كلامه بكلامه الذي قرره في فقه الإمام الغزالي حجة الإسلام لما سلك مسلك التصوف ثم تركه بعد أن ترك الفلسفة والتصوف وعاد إلى مسلك المحدثين المهتدين لما سلك مسلك التصوف والف كتابه في الأحياء وجرى على قانون من خرق من الصوفية في كثير من الأمور منها ما يتعلق بأمر الذكر فقال في الإحياء ٢/ ٢٩٣-٢٩٨ قال كلام والله لا يقره هو في وسيطه ولا بسيطة ولا وجيزة في فقه الشافعي الذي ألفه مترد كلامه بكلامه ونرد كلام كل أحد بكلام الله الصمد وبكلام نبينا عليه الصلاة والسلام وعندنا شريعة كما قلت يحاكم إليها الكبير والصغير ونحتكم إلى شرع الله الجليل يقول في كتابه السماع ولو حذف هذا الكتاب من الأحياء لكان حسناً هذا الكتاب كتاب السماع يقول عليه رحمة الله يقول إذا قلت إن للقرآن تأثير على النفس فعلى ما يجتمع الصوفية على المغنين والقولين وعلى سماع الغناء والقصائد ولا يجتمعون على المقرئين الذين يتلون كلام رب العالمين لما الصوفية في العصور المتأخرة بل بدأوا يحضرون أقوالا يغني بدلاً من أن يحضروا قارئاً ليقرأ كلام الله لما وأنت تقرر أن القرآن له تأثير على النفس قال وهذا القول حقيقة ترك به الإنسان عقله ليس فقيه عنده تقديره لكن الجواد يكبو والصارم ينبو والحق أحق بالاتباع يقول فاعلم أن العناء أشد تهيجاً للنفس من القرآن من سبعة أوجه أولها:
١. قارئ القرآن لا يوافق أغراض المسمعين فمن غلب عليه القبض يريد اشعار البسط فإذا قرأ تبت يدا أبي لهب وتب هذا لا يناسب حاله لذلك يحضرون أقوالاً ليغني ما يناسب حاله.