الأمر الثالث: هذه الرواية لها شواهد كثيرة زادت على العشرة من رواية أكثر من عشرة من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين فيها المعنى، انظروا هذه الروايات في (إغاثة اللهفان) في الجزء الأول صفحة ستين ومائتين ١/٢٦٠ فروى ما يشهد لهذه الرواية، من رواية أمنا عائشة، وعليّ رضي الله عنه، وعمران بن حصين، ومن رواية عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو، وعبد الرحمن سابط، وأنس بن مالك، وأبي أمامة، وأبي هريرة، وسهل بن سعد، وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين، فوجد ما يشهد لهذه الرواية لو كانت ضعيفة لتقوت، فكيف وهي في صحيح البخاري وقد ثبت في سنن ابن ماجة بسندٍ صحيح في كتاب الفتن في باب العقوبات، وفي صحيح بن حبان من رواية أبي مالك الأشعري رضي الله عنه وأرضاه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال [ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف على رؤوسهم بالمعازف والغنيات يخسف الله بهم الأرض ويمسخ منهم قردة وخنازير] والحديث كما قلت بإسناد صحيح، فهذا له شواهد كثيرة، فالقول بعد ذلك بأن الحديث فيه ضعف دندنة مردودة باطلة، نعم كما قلت أول من فتح الباب ابن حزم، والكلام مردود عليه، وتبعه الغزالي وهذا مردود عليه وقد توفي سنة خمسة وخمسمائة للهجرة ٥٠٥هـ وتبعه محمد بن طاهر أبو الفضل المقدسي المتوفى سنة سبعة وخمسمائة للهجرة ٥٠٧هـ، ويقارب هؤلاء الإمام أبو بكر بن العربي الذي توفي سنة ثلاثة وأربعين وخمسمائة هـ وكلهم أئمة أعلام لكن لا يجوز للإنسان أن يأخذ بزلل العلماء الكرام، وتقدم معنا مراراً أن من أخذ برخصة كل عالم اجتمع فيه الشر كله، ومن تبع زلل العلماء تزندق أو كاد إخوتي الكرام، وعليه ما يثار في هذه الأيام من أن الأحاديث التي تحرم الغناء المجوني الذي ذكرته، والأحاديث التي تحرم المعازف والمزامير كلها مثخنة بالجراح، هذا كلام باطل، لا وزن له، ولا اعتبار، حديث في صحيح البخاري وقالوا عنه أنه مثخن بالجراح سبحان ربي