ولا تكتبوا إليَّ لن أرسل فرداً واحداً مدداً فأنتم عددكم يزيد على اثنى عشر ألف والله نصر نبيه في أقل من عددكم فالجئوا على الله فجنوده حاضرة والنصر منه سبحانه قال عياض الأشعري رضي الله عنه فلما وصل الكتاب قاتلناهم واستعنا بالله فغلبناهم وقتلناهم فلما انتهت الموقعة قال أبو عبيدة رضي الله عنه من يسابقني وكأنه يستعد للقتال مرة أخرى فقال له شاب من التابعين أنا أراهنك أيها الأمير بشرط ألا تغضب فتراهنا في المسابقة على الخيول يقول عياض الأشعري فلقد أنت عقيصتين أبي عبيدة تنقذان خلفه وهو على فرس عربي خلف الفتى وقد سبق الفتى رضوان الله عليهم أجمعين، والعقيصتين مفرد عقيصه وهي الضفير وهذه كانت عادت المسلمين يضطروا من شعرهم عندما يطول والأصل فيهم أنهم يطيلون الشعور رضوان الله عليهم أجمعين، فإذا أطال جعلوه في ضفائر فكان أبو عبيدة يجعله في ضفيرتين فيمر فروع الشعر إلى أصوله من أجل أن ينكمش على رأس وأن يثبت فيقول علق رأيت عقيصتين تنقذانه أي تضطربان وتتحركان وهو على فرس عربي وقد سبقه الفتى.
استمع أخي الكريم إلى هذا الإرشاد من الخليفة الراشد الثاني تطلبون العون والمدد فسوف أدلكم على ما هو خير من ذلك أدلكم على الاستنصار بمن هو أعز نصراً وأحضر جنداً وهو الله عز وجل، فإذا جاءكم كتابي تقاتلوهم ولا تطلبوا المدد وقد فتحت بلاد الشام وتهاوت عروش الرومان في تلك السنة أيضاً فتحت بلاد الفرس في موقعة القادسية في العام الخامس عشر للهجرة ١٥هـ اخوتي الكرام وهم قلة ولكن الله معهم وهذا لابد من تحقيق والتحقيق به لنال هذه الثمرة عز وتذليل ونصر مبين وتأيدٌ من رب العالمين.