إخوتي الكرام: تقدم معنا أن الإنسان لا يسلم من المنهيات ومن التقصير فيها إلا إذا اجتنبها كلها صغيرها وكبيرها سرها وعلنها وهكذا لا يسلم الإنسان على وجه التمام إلا إذا قام بجميع ما أمر به ذو الجلال والإكرام.
يقول الله جل وعلا في سورة الأنفال مقررا هذا الأمر:"إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أؤلئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم".
فتأمل أخي الكريم هذه الصفات هل اتصفت بها لتكون من المؤمنين حقا عند رب الأرض والسموات الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم. خافت واقشعر الجلد عند ذكر الله عز وجل. وجل القلب واقشعر الجلد ودمعت العين كما هي صفات عباد الله عندما يُذكر الله وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا. وعلى ربهم يتوكلون. ثقة قلوبهم بربهم وهذه هي حقيقة التوكل الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا.
وعليه من لم يتصف بهذه الصفات فقد فرط في درجت الإيمان وقصر في حق الرحمن وهكذا يقول رب الأرض والسموات في سورة الحجرات:"إنما المؤمنين الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون".