فهل تحقق هذا فينا على وجه التمام والكمال كل إنسان على نفسه بصيرة إخوتي الكرام اسمعوا لهذه الآية التي في سورة البقرة وكيف شرط الله أموراً كثيرة فيها لحصول التقوى ولا ينجح العبد عن الله إلا إذا كان من المتقين يقول الله جل وعلا:" ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون".
هؤلاء الصادقون وهؤلاء هم المتقون الذين يتصفون بهذه الصفات إخوتي الكرام ولو قام الإنسان بجميع المأثورات وما فرط في شيء منها فهو أيضاً شديد الوجل من الله عز وجل خشية أن يمون قد قصر في القيام بتلك الطاعات وفرط في شروطها الواجبات أو المستحبات ولذلك نعت الله عباده الطيبين الذين يجدون ويجتهدون في طاعة رب العالمين بأنهم يخافون مع أنهم يحسنون.
يقول الله جل وعلا في سورة المؤمنون:"إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون" والذين هم بآيات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون "والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون". قاموا بهذه الأعمال وقلوبهم مع ذلك وجلة خائفة من ذي العزة والجلال.