فلابد من أن يكون الإنسان تقياً ليقبل عمله عند الله عز وجل وذا قبل العمل فلن يقل التمرة تكون عند الله أثقل من جبل أحد لكن بشرط قبولها وأعمال كجبال تهامة بيضا تصبح هباءاً منثورا وكيف يقل ما تقبل وركعتان يقوم بها الإنسان في جوف الليل وهو تقي خير له من أن يراوح بين قدميه من العشاء إلى طلوع الفجر وهو شقي لابد إخوتي الكرام من هذه الصفة التي هي شرط لقبول الأعمال وهذا شرط في العامل ينبغي أن يتصف بتلك الحصانة إخوتي الكرام ولا يفهمن فاهم أنه إذا كان الإنسان تقيا لن يقع في تفريط وفي تقصير لا كلنا نخطئ ولكن كما قلت شتان بين من وطّن نفسه على الخطأ وبين من ينتظره وبين من يفرح به إذا حصله وبين من يقع فيه عرضا بمقتضى ضعفه وتقصيره وقصوره والنقص الذي في جبلته شتّان شتان وقد رسم لنا نبينا صلى الله عليه وسلم صورة واضحة لغير المؤمن وما جعل من علامة المؤمن أنه لا يعصي لكن بيّن لنا ماذا يفعل المؤمن حال عصيانه وحال طاعته.