للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اخوتي الكرام: إذا أردنا أن نستوعب الكلام على وجه الأختصار على الصفة الرابعة فسيكون الكلام عليها ضمناً مقامين وأمرين وبحثين:

أولهما:- في الخوف الذي يتصف به {يخافون} .

والثاني:- في بين يوم القيامة وما يتعلق به.

أما الخوف فسأقصر الكلام عليه ضمن أربعة أمور:

أولها:- في تعريف الخوف.

وثانيها:- في منزلة الخوف.

وهذا ما سنتدارسه في هذه الموعظة إن شاء الله.

وثالث:- الأمور المتعلقة بالخوف في ثمرة الخوف.

ورابع:- الأمور في أسباب الخوف.

وأما ما يتعلق بيوم القيامة {يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار} فالبحث في ذلك طويل وسيأخذ معنا مواعظ متعددة نسأل أن يمنَّ علينا بالفقه في دينه ومعرفة معنى كلامه إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.

اخوتي الكرام: أما ما سنتدارسه كما قلت في هذه الموعظة في الأمرين المتعلقين بالخوف في بيان معنى الخوف وفي منزلة الخوف.

الخوف اخوتي الكرام حقيقة كما قرر العلماء الإسلام (احتراق القلب، وتألُّمه لتوقع مكروه في المستقبل عن أمارة أي علامة مظنونة أو معلومة فمن توقع مكروهاً سينزل به في المستقبل في هذه الحياة أو بعد الممات، يعتري قلبه حالة، هذه الحالة هي حالة الخوف هي حالة الوجل هي حالة الإشفاق، هذا هو الخوف، الخوف احتراق القلب، تألم القلب بسبب توقع مكروه في المستقبل عن أمارة مظنونة أو معلومة، وقد قرر علمائنا الكرام أن ما يعتري الإنسان في هذه الحياة من خير وشر من محمودٍ ومذمومٍ من شيءٍ يحبه أو شيءٍ يكرهه، ما يعتريه ينقسم إلى ثلاثة أقسام بالنسبة في حلوله عليه وشعوره به.