للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

" وفي سنن الترمذي وغيره بسند صحيح عن عبد الله بن مسعود – رضي الله تعالى عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: "من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل (١)


(١) انظر سنن الترمذي – كتاب الزهد – باب ما جاء في الهم في الدنيا وحبها –: (٧/٨٢-٨٣) ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، والحديث ورد بهذا اللفظ في الطبعة الحمصية وهي المتقدمة ف، وفي الطبعة المصرية: (٤/٥٦٣) وفي عارضة الأحوذي: (٩/٢٠٠) وتحفة الأحوذي: (٣/٢٦٣) ، وفيه "برزق عاجل" بالعين المهملة "أو آجل" بهمزة ممدودة ١٠هـ وقد روى الحديث أبو داود في كتاب الزكاة – باب في الاستعفاف –: (٢/٢٩٦) بلفظ: "...... أوشك الله له بالغنى، إما بموت عاجل، أو غنى عاجل" ومثل رواية أبي داود رواية المسند: (١/٤٠٧) "أوشك اله له بالغنى، إما أجلٌ عاجل، أو غنى عاجل" لكن ورد في المسند: (١/٣٨٩) : "آتاه الله برزق عاجل أو بموت آجل" وفي: (١/٤٤٢) : "آتاه الله برزق عاجل أو موت عاجل" هكذا وردت الرواية الأخيرة في طبعة الحلبي ووردت في النسخة الكتانية المغربية: "أو موت آجل" كما قال الشيخ أحمد شاكر: (٦/١١٧) ومال إلى إثباتها لموافقتها الرواية الماضية في الإسناد، وسند روايات المسند صحيح كما قرر الشيخ أحمد شاكر: (٣٦٩٦، ٣٨٦٩، ٤٢١٩، ٥/٢٥٨، ٣٣٣، ٦/١١٧) ، والحديث في المستدرك – كتاب الزكاة: (١/٤٠٨) بلفظ: "..... إما بموت آجل أو غنى عاجل" وقال الحاكم: صحيح الإسناد وأقره الذهبي.

ومعنى الروايات: أن من أنزل حاجته بربه – جل وعلا – سيأتيه الله بالفرج عاجلاً أو آجلا ً حسب حكمته ومشيئته، وذلك الفرج بحالتيه العاجل والآجل قد يكون يساراً ورزقاً مدراراً، وقد يكون وفاة، واستراحة من عناء الدنيا، وهذا يجمع شمل تلك الروايات وهو أولى من حمل الموت على موت قريب ليحصل الإرث لصاحب الفاقة، كما في أولى من ادعاء، أرجحية رواية: "أو غنى آجل" بالمد على رواية: "أوغنى عاجل" ونقل ذينك المعنيين المباركفوي في تحفة الأحوذي: (٣/٢٦٣) عن الشيخ علي القاري فتأملهما.