للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وثبت في المسند وسند الترمذي بإسناد صحيح عن ابن عباس – رضي الله تعالى عنهما – قال: كنت خلف رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يوماً فقال: "يا غلام أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف (١)


(١) انظر سنن الترمذي – كتاب صفة القيامة: باب ٦٠: (٧/٢٠٣-٢٠٤) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وانظره في المسند: (١/٢٩٣، ٣٠٣، ٣٠٧) ومسنده صحيح كما قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند: (٢٦٦٩، ٢٧٦٣، ٢٨٠٤) ، وانظره في المستدرك – كتاب معرفة الصحابة – رضي الله تعالى عنهم: (٣/٥٤١-٥٤٢) لكن سند طريقته ضعف كما بين الذهبي في تلخيص المستدرك، والسيوطي في الجامع الكبير: (١/٩٧٤) ، وانظر الحديث في حلية الأولياء: (١/٣١٤) والاعتقاد للبيهقي: (٧٢) ، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد: (١٤/١٢٥) عن أبي سعيد الخدري. قال ابن منده كما في جامع العلوم والحكم: (١٧٤) وقد روي عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه وصى به ابن عباس بهذه الوصية من حديث على بن أبي طالب، وأبي سعيد الخدري وسهل بن سعد، وعبد الله بن جعفر وفي اسانيدها كلها ضعف ١هـ وانظر من خرج الحديث غير ما تقدم في الجامع الكبير: (١/٩٧٤) ، وجامع العلوم والحكم: (١٧٤) ، والفتح المبين: (١٧٥.

وهذا الحديث هو الحديث التاسع عشر في الأربعين النووية، قال الإمام ابن رجب في جامع العلوم والحكم: (١٧٤) : وهذا الحديث يتضمن وصايا عظيمة، وقواعد كلية من أهم أمور الدين، حتى قال بعض العلماء: تدبرت هذا الحديث فأدهشني وكدت أطيش، فواأسفاه من الجهل بهذا الحديث، وقلة التفهم لمعناه، قلت – القائل: ابن رجب – وقد أفردت لشرحه جزءا كبيراً، وقال شيخ الإسلام معلقاً على هذا الحديث في مجموع الفتاوى: (١/٩٣) : فهذا يدل على أنه لا ينفع في الحقيقة إلا الله – عز وجل – ولا يضر غيره، فمن سلك هذا المسلك استراح من عبودية الخلق ونظره إليهم وأراح الناس من لومه وذمه إياهم، وتجرد التوحيد في قلبه، فقوي إيمانه، وانشرح صدره، وتنور قلبه ومن توكل على الله فهو حسبه، ولهذا قال الفضل بن عياض – رحمه الله تعالى –: من عرف الناس استراح، يريد – والله أعلم – أنهم لا ينفعون، ولا يضرون ١٠هـ.