وهذا المعنى إخوتى الكرام الذى لا تخلو منه ورقة من ورقات المصحف الشريف هو أعظم واعظ وأبلغ زاجر أنزله الله من السماء إلى الأرض أعظم واعظ أبلغ زاجر إعلام الله لعباده بأنه يعلم جميع أحوالهم ما أسروه وما أعلنوه ووجه ذلك كما قرر أئمتنا لو قدر أن إنسانا أخذ إلى حضرة ومجلس أمير ظالم سفاك للدماء إلى مجلس ملك يبطش لأدنى الأسباب أخذ هذا لمجلسه للمباحثة معه فى قضية من القضايا والسياف واقف والسيف بيده واستدعى هذا الإنسان وبدأ الأمير يكلمه فيما اتهم به لو برز فى هذا الوقت بعض محارم الأمير من بناته وأخواته هل ينظر هذا الآن المتهم فى حضرة الأمير إلى حريم الأمير ولو بدت منه نظرة لطارت الرقبة ينظر؟ حقيقة هو مشغول عن النظر والله جل وعلا أقوى من عباده سبحانه وتعالى وهو أعلم بما فى نفوسهم فاستحى منه يا عبد الله استحى منه سبحانه وتعالى إذا كنت تخاف من بطش الأمير فتغض عن محارمه إذا كنت فى حضرته فما حرمه الله علينا ينبغى أن نغض الطرف عنه فالله أعظم عقوبة من عباده وحرم علينا الفواحش ما ظهر منها وما بطن وهو عليم بذات الصدور.