إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل ... خلوت ولكن قل على رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة ... ولا أن ما تخفيه عنه يغيب
ألم تر أن اليوم أسرع ذاهب ... وأن غدا لناظريه قريب
لابد إخوتى الكرام من استحضار هذا المعنى كأننا نرى الله فى جميع شؤون حياتنا فإذا نزلنا عن هذه الرتبة فلا أقل من أن نعلم أن الله مطلع على جميع أحوالنا ولذلك لما قال رجل للإمام أبى القاسم الجنيد ابن محمد القواريرى رضي الله عنه وأرضاه قال بما أستعين على غض البصر قال بعلمك أن نظر الله إليك أسبق من نظرك إلى المنظور إليه إذا علمت أن نظر الله إليك لا ينقطع وأن نظره إليك أسبق من نظرك إلى من ستنظر إليه تستحى من الله وتغض طرفك إذا علمت أنه يراك كما تقدم معنا إذا كان الإنسان فى حضرة الأمير الجبار والسيوف مصلتة يغض طرفه لو خرجت عارية الله جل وعلا أقوى بطشا وقوة من الأمير وعنده نار السعير وينبغى أن نستحى منه فهو ربنا الجليل سبحانه وتعالى لا إله إلا الله.