ناداه رب العالمين أجعلتنى أهون الناظرين إليك استحييت من العباد وما استحييت ممن لا تخفى عليه خافية سبحانه وتعالى.
إخوتى الكرام: هذا المعنى ينبغى أن نستحضره فى جميع أحوالنا ينقل الإمام الغزالى فى الإحياء أيضا فى الجزء الرابع صفحة خمس وثمانين وثلثمائة والقصة أيضا فى ذم الهوى فى صفحة اثنتين وسبعين ومائتين وفى روضة المحبين صفحة خمس وتسعين وثلاثمائة وذكرها الإمام المناوى فى فيض القدير فى الجزء الأول صفحة واحدة وخمسين وخمسمائة خلاصتها أن أعرابى خرج فى ليلة مقمرة فرأى امرأة كالجبل أى كالعلم كالجبل يراد امرأة طويلة جميلة لها شأن بارز تلفت النظر فى سواد الليل فاقترب منها وراودها وطلب منها ما حرم الله على عباده وقالت ويحك أما لك زاجر من عقل إن لم يكن لك ناه من دين إذا ما نهاك دينك عن معصية الله ما عندك عقل يردعك عن الفاحشة وما تستحى إذ لم تكن هذه محرمة أنت ما تستحى أن تعتدى على أعراض العباد فقال وممن استحى ولا يرانا إلا الكواكب تقولين تستحى ما أحد يراقبنا ليلة مقمرة والكواكب هى نورها ظاهر ولا يوجد أحد فى هذه البادية ممن استحى فقالت أين مكوكبها أين ربها سبحانه وتعالى فانزجر هذا الإنسان وانصرف حقيقة هذا المعنى لا بد من استحضاره إخوتى الكرام فى جميع أحوالنا خلق المراقبة نراقب الله فى جميع أحوالنا وأن نعلم أنه معنا أينما كنا فبذلك يكرمنا ربنا ويعزنا فى هذه الحياة ويغدق علينا نعمه بعد الممات فى نعيم الجنات.