يذكر الإمام القشيرى فى كتابه الرسالة صفحة تسعين ومائة والقصة نقلها عنه أيضا الإمام الزبيدى فى اتحاف السادة المتقين فى الجزء العاشر صفحة تسع وتسعين خلاصتها أن بعض الأمراء فى الزمن القديم كان يكرم بعض أعوانه من حراسه وحجابه إكراما زائدا وكان فى خلقته دمامة يعنى يكرمه دميم الخلقة فكأنهم يعنى حسده أصحابه وقالوا للأمير يعنى لما تميز هذا علينا خلقته دوننا وبعد ذلك نحن وهو فى رتبة واحدة بل لعلنا أعلى منه رتبة وهذا نراك يعنى تقدمه علينا قال أوريكم وضعه ووضعكم معى.
انظروا إخوتى الكرام للمراقبة إذا كان البشر يكرم بشرا عندما يراقب حاله فكيف سيكون حالنا مع الله وسيكرمنا الله من باب أولى إذا راقبناه فخرج الملك مع أعوان هذا الأمير فتظر وهو يمشى إلى جبل عليه ثلج نظر فقط فهذا الذى مع الأمير ركب خيله وأسرع إلى جهة الجبل وقال لهم أين ذهب صاحبكم قالوا لا ندرى فعاد بعد قليل ومعه شىء من الثلج قال له الأمير من أمرك بهذا قال أيها الأمير أنت نظرت ناحية الجبل والعقل لا ينظر عبثا وفى الجبل لا يوجد إلا ثلج فكأن نفسك اشتهته يعنى شيئا من الثلج فأنا لما أنت نظرت إليه عرفت المراد وراقبت نظرك لأننى أراقب أحوالك أفهم ما تريد من حركاتك من إشاراتك أما أنك يعنى لا تتكلم لا فقال لهم انظروا لحاله كيف يراقب وبالمراقبة يتصرف وأنتم يعنى عندما توجه إليكم الأوامر والعبارات وأطلب منكم شيئا تتثاقلون وأما هذا لينظر إلى اللحظات.
وحقيقة كان سلفنا يغرسون دائما فى نفوس وأذهان أولادهم والطلبة الله ناظرى الله شاهدى الله معى سبحانه وتعالى لا بد من أن نراقب ربنا سبحانه وتعالى فى جميع أحوالنا.