فأعطاه الله الحكم وهو صبى وكان وهو صغير فى سن التمييز ليس المراهقة ومن باب أولى ليس الاحتلام إذا قيل له من قبل الصبيان هلم لنلعب يا يحيى يقول ما للعب خلقنا نحن خلقنا فى هذه الحياة لنلعب لا إله إلا الله وآتيناه الحكم صبيا وهو صغير أعطاه الله الحكم والرشد والوعى والحكمة وتلا عليهم الآية التى معنا فى سورة آل عمران وقرأتها قبل قليل {مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين} ثم قال لهم نبينا عليه الصلاة والسلام إن نبى الله يحيى على نبيناو عليه الصلاة والسلام لم يعمل سيئة قط ولم يهم بها قبل النبوة وبعد النبوة وفى جميع أحواله لم يعمل سيئة قط ولم يهم بها حقيقة الذى يعنى يصل إلى هذه المرتبة فهنيئا له كما قلت عناية خاصة عناية خاصة وبعد ذلك من عداه فى الخطيئات فى جميع الأوقات ونسأل الله حسن الخاتمة بفضله ورحمته لم يعمل سيئة قط ولم يهم بها.
إخوتى الكرام..
فيما يتعلق بأمر التفضيل فيأتينا بحث هذا فى مباحث النبوة التى إن شاء الله سنستأنفها بعون الله عما قريب وكل ما هو آت قريب لا إله إلا الله نبينا عليه الصلاة والسلام لا شك هو أفضل خلق الرحمن أفضل النبيين والمرسلين على نبيناو عليهم جميعا صلوات الله وسلامه وما ورد من نصوص تشعر بعدم تفضيله على غيره أو تفضيل بعض الأنبياء عليه على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه أجاب أئمتنا عن ذلك بعدة أجوبة معتبرة أذكرها إيجازا وإذا جاء المبحث معنا أفصلها بأدلة معتبرة إن شاء الله.
أولها: إن نبينا عليه الصلاة والسلام قال ما قال قبل أن يعلمه الله بأنه أفضل الخليقة وخير البرية وعليه إذا علم مكانة نبى يقول بتفضيله ويفضله على نفسه على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه فلما أعلم أنه خير خلق الله انتهى الأمر فهذا جرى منه قبل أن يعلمه الله بتفضيله على النبيين والمرسلين على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه.