للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إخوتى الكرام: تقدم معنا فى الموعظة الماضية أن هذا الكمال الخَلْقى الذى جعل الله عليه أنبياءه ورسله عليهم جميعا صلوات الله وسلامه، يصاحبهم فى الحياة وبعد الممات، فلا تتغير أبدانهم ولا يعتريهم ما يعترى البشر من تحلل وعفونات ونتن وغير ذلك أبدانهم طرية تثنى وهم فى قبورهم أحياء، حياة أكمل من حياة الشهداء بكثير هى حياة برزخية لا يعلم حقيقتها إلا رب البرية وهم فى قبورهم كما تقدم معنا يصلون ويعبدون الحى القيوم، وتقدم معنا أن الله حرم على الأرض أجساد الأنبياء وأن أعمالنا تعرض على نبينا عليه صلوات الله وسلامه فما كان من خير حمد الله عليه وما كان من شر وسوء استفغر لنا نبينا صلى الله عليه وسلم، هذا إخوتى الكرام تقدم تقريره وكان المفروض بعد أن تدارسنا هذا أن ننتقل إلى الشق الثانى من الأمر الأول من الأمور التى يعرف بها صدق النبى والرسول على نبينا وعلى أنبيناء الله ورسله صلوات الله وسلامه، ألا وهو خُلُقُ أنبياء الله ورسله عليهم جميعا صلوات الله وسلامه، لكن أردت أن أجعل هذه الموعظة ختام الكرم على خَلْق النبى عليه الصلاة والسلام، وسيدور هذا حول أمرين اثنين.

الأمر الأول: حول تنبه على أمر يتعلق بما مضى حول خَلْق نبينا عليه الصلاة والسلام.

والأمر الثانى: عظم المصيبة على هذه الأمة بفقد خَلْق النبى عليه الصلاة والسلام وبدنه عندما انتقل إلى جوار ربه على نبينا وعلى أنبيناء الله ورسله صلوات الله وسلامه.