وقد قرر أئمتنا في كتب التوحيد أن أعظم واعظ أنزله الله من السماء إلى الأرض وأبلغ زاجر نوه الله به في كتبه التي أنزلها على رسله على نبينا عليهم جميعا صلوات الله وسلامه أعظم واعظ وأبلغ زاجر إخبار الله لعباده بأنه يعلم سرهم وعلنهم ولا تخفى عليه خافية منهم هذا أعظم واعظ أبلغ زاجر تأمل معي آيات الله ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا وهو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا وهو معهم أينما كانوا ثم ينبأهم بما عملوا يوم القيامة إنه بكل شيء عليم هو مع الاثنين والثلاثة والأربعة والخمسة والقليل والكثير معهم بعلمه وإحاطته ومراقبته وإطلاعه فلا تخفى عليه خافية من شئونهم ألا أنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور وهذا المعنى لا تخلو منه ورقة من ورقات المصحف تأمل القرآن من أوله لآخره لن تجد ورقة من ورقات المصحف تخلو " ٥٠: ٣٣ "