"، وفي الصحيحين وغيرهما أيضاً عن علي – رضي الله تعالى عنه – قال: بعث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سرية، واستعمل عليهم رجلاً من الأنصار، وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا فأغضبوه في شيء، فقال: اجمعوا لي حطباً، فجمعوا له، ثم قال: أوقدوا ناراً، فأوقدوا، ثم قال: ألم يأمركم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن تسمعوا لي وتطيعوا؟ قالوا: بلى، قال: فادخلوها، قال: فنظر بعضهم إلى بعض، فقالوا: إنما فررنا إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من النار، فكانوا كذلك، وسكن غضبه، وطفئت النار، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: "لو دخلوها ما خرجوا منها، إنما الطاعة في المعروف" وفي رواية "لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف (١) ".
(١) انظر صحيح البخاري – كتاب المغازي – باب ٥٩: (٨/٥٨) ، وكتاب الأحكام – باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية –: (١٣/١٢٢) ، وأول كتاب أخبار الآحاد –: (١٣/٢٣٣) بشرح ابن حجر في الجميع – وصحيح مسلم – كتاب الإمارة – باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية، وتحريمها في المعصية: (٤/١٤٦٩) ، وسنن أبي داود – كتاب الجهاد – باب في الطاعة –: (٣/٩٢) ، وأشار إليه الترمذي في كتاب الجهاد – باب لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق – ق: (٦/٣٠) ، وهو في سنن النسائي – كتاب البيعة – باب جزاء من أمر بمعصية فأطاع –: (٧/١٤٢) ، والمسند: (١/٨٢، ٩٤، ١٢٤) وانظره من رواية أبي سعيد الخدري – رضي الله تعالى عنه – في سنن ابن ماجه – كتاب الجهاد – باب لا طاعة في معصية الله –: (٢/٩٥٥) ، والمسند: (٣/٦٧) ، وانظر روايات متعددة عن عدة من الصحابة الكرام – رضي الله تعالى عنهم – فيها البيان التام بأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الرحمن في مجمع الزوائد: (/٢٢٥-٢٢٩) كتاب الخلافة – باب لا طاعة في معصية الله – عز وجل.