وهذا الوصف الأخير أيها الشيخ الكريم ما أراه إلا ينطبق إلا على علماء زماننا إلا من رحم ربك وقليل ما هم فإذا كان هذا حالنا فليتهم كل واحد منا نفسه وليقف عند حدّه إخوتي الكرام: الإخبار بأن ما في القلب يعلمه أحد من البشر وأننا نحكم على هذا بأنه مخلص أو منافق أو مرائي وما أطلعنا الله على غيبة فهذا منازعة لله تعالى في الربوبية وهذا من خصائص ربوبية الله جل وعلا هو الذي يعلم السر وأخفى، وإذا كان الأمر كذلك فلنقف عند حدنا لنمسك ألسنتنا ولنتق ربنا (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) أما فيما يتعلق بعد ذلك في المخلوق هذا فيما يتعلق بحق الله أردت أن أبدأ به لعظم موقعه وعظم حق الله علينا وأشنع شيء يقوم به الإنسان أن يشرك بالرحمن وأن يدعى خصائص الربوبية لنفسه البشرية وليس بعد هذا الظلم ظلم (إن الشرك لظلم عظيم) وأما حق المخلوق فحقيقة المخلوقات على تعددها وتنوعها تنقسم إلى قسمين إما أحياء وإما أموات وقد اتهمت في ذينك الشريطين أنني ما سلم مني الأموات ولا الأحياء وإذا كان كذلك فحقيقة ينبغي أن نذكر واحداً من الأموات وماذا جرى مني ومنهم نحوه ثم نذكر أيضا واحدا من الأحياء واختم الموعظة بذلك أما الأموات فسأبدأ بخير الأموات وأفضلهم ألا وهو خير البريات عليه صلوات الله وسلامه وهو وإن كان ميتاً عليه الصلاة والسلام وانقطع عن الحياة الدنيوية فحياته أكمل حياة عند رب البريات.