قال عليه الصلاة والسلام:(من غزا ولم ينو من غزوته إلا عقالا فليس له إلا ما نوى) والحديث إخوتي الكرام رواه أحمد والنسائي ورواه الحاكم في المستدرك بسند صحيح من رواية عبادة بن الصامت رضي الله عنه ورأضاه، وترى هذا الصنف لم يستضيئوا بنور العلم ولا لهم وقع في النفوس ولا لعلمهم كبير نتيجة من العمل وإنما العالم من يخشى الله عز وجل.
والصنف الرابع: وقوم نالوا العلم وولوا به المناصب فظلموا وتركوا التقيد بالعلم واركبوا الكبائر والفواحش فتباً لهم فما هؤلاء بعلماء.
والصنف الخامس: وصنف لم يتق الله في علمه بل ركب الحِيَلَ وأفتى بالرخص وروى الشاذ من الأخبار وبعضهم إجترأ على الله ووضع الأحاديث فهتكه الله وذهب علمه وصار زادة إلى النار. وهؤلاء الأقسام كلهم رووا من العلم شيئا كبيرا وتضلعوا منه في الجملة ما أظن ينطبق علينا وصف واحد من هؤلاء الأصناف الخمسة مع ما في الأصناف المتأخرة من سوء وقبح ثم يقول: (فخلف من بعدهم خلْفُ بان نقصهم في العلم والعمل وتلاهم قوم انتموا إلى العلم في الظاهر ولم يتقنوا منه سوى نذر يسير أوهموا به أنهم علماء فضلاء ولم يدر في أذهانهم قط أنهم يتقربون به إلى الله عز وجل لأنهم ما رأوا شيخا يقتدي به في العلم فصاروا همجا رعاعاً غاية المدرس منهم أن يحصل المدرس منهم كتبا مُثمَنَةً يخزنها وينظر فيها يوماً ما فيصحف ما يورده ولا يقرره فنسأل الله النجاة والعفو كما قال بعضهم: ما أنا عالم ولا رأيت عالماً.