للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢. الأمر الثاني: ينبغي أن تعلم أيها الشيخ الكريم أنت ولا أريد أن أقول وأنا فمن أنا حتى أقول وأنا أنت وكبار العلماء في هذا الزمان لا تأتون قطرة من بحار علمائنا الكرام فليعرف كل منا قدره وليقف عنده يقول الإمام الذهبي عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا في تذكرة الحفاظ ٢/٦٢٧ بعد أن انتهى من بيان طبقات معينة وهم الذين قبضوا وتوفوا بين ٢٥٠و٣٠٠ يعني في المنتصف الثاني من القرن الثالث للهجرة يقول واستمعوا وليستمع الشيخ الكريم لهذا ولنعرف قدر علمائنا في هذه الأيام بالنسبة لعلمائنا الكرام الذين سبقونا – يقول الإمام الذهبي: (ولقد كان في هذا العصر وما قاربه من أئمة الحديث النبوي خلق كثير وما ذكرنا عشرهم هنا وأكثرهم مذكورون في تاريخي تاريخ الإسلام وكذلك كان في هذا الوقت خلق من أئمة أهل الرأي والفرع وعدد من أساطين المعتزلة والشيعة وأصحاب الكلام الذين مشوا وراء المعقول وأعرضوا عما عليه السلف من التمسك بالآثار النبوية على نبينا صلوات الله وسلامه وظهر في الفقهاء التقليد وتناقض الإجتهاد فسبحان من له الخلق والأمر) فبالله عليك أيها الشيخ إرفق بنفسك والزم الإنصاف ولا تنظر إلى هؤلاء الحفاظ النظر الشذر وهو نظر الغضب – والإحتقار الذي يكون بمؤخر العين ولا ترمقنهم بعين النقص ولا تعتقد فيهم أنهم من جنس محدثي زماننا حاشا وكلا هذا من يقوله؟ الذهبي الذي هو من علماء القرن الثامن للهجرة يعني بينه وبين عصر النبي عليه الصلاة والسلام كما بيننا وبين عصر الذهبي تماما مدة مضاعفة يقول فما فيمن سميت أحد أي ممن كانوا في هذه الفترة من سنة ٢٥٠ إلى ٣٠٠ للهجرة (فما فيمن سميت أحد ولله الحمد إلا وهو بصير بالدين عالم بسبيل النجاة وليس في كبار محدثي زماننا أحد يبلغ رتبة أولئك في المعرفة) فإني أحسبك لفرط هواك تقول بلسان الحال إن أعوزك المقال من أحمد ومن ابن المديني وأي شيء أبو زرعة وأبو داوود هؤلاء محدثون ولا يدرون ما الفقه وما