للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والآية الثانية: فى سورة الروم: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون} قول الله جل وعلا فى الآيتين جعل لكم من أنفسكم ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم من أنفسكم كلمة من هنا إما أن تكون للجنس وعليه من جنسكم ونوعكم وعليه من هنا ابتدائية من أنفسكم وإما أن تكون للتبعيض والله جعل لكم من أنفسكم ويراد من ذلك هنا خصوص حواء التى خلقت من خصوص أبينا آدم على نبينا وعليهما صلوات الله وسلامه جعل لكم من أنفسكم أزواجا يعنى جعل حواء من بعض وجزء أبينا آدم على نبينا وعليه الصلاة والسلام لأنه خلقها من ضلعه الأيسر الأقصى فإذن هنا والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا فإن قيل كيف جمع والمراد فرد من أنفسكم وهى مخلوقة من نفس واحدة أزواجا وهى زوج فهذا من باب تغليب الجمع على المفرد لأجل التعظيم لأن ما حصل عظيم عظيم أن تخلق أنثى من ذكر بدون اتصال بين الأنثى والذكر هذا أمر عظيم والله جل وعلا خلق ذكرا من غير أنثى وذكر وهو أبونا آدم على نبينا وعليه الصلاة والسلام وخلق أنثى من ذكر بلا أنثى كما خلق أمنا حواء من أبينا آدم على نبينا وعليهما الصلاة والسلام خلق ذكرا من غير ذكر يعنى من أنثى فقط وهو عيسى على نبيناو عليه الصلاة والسلام وخلقنا نحن من ذكر وأنثى فاكتمل الخلق يعنى من أنثى من أم بلا أب ومن أب بلا أم ومن غير أب وأم ومن أب وأم سبحان الخالق سبحانه وتعالى هو الذى يخلق ما يشاء إذن والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا يعنى جعل حواء من آدم من للتبعيض خلقها من بعضه من أحد أجزائه وهى بعد ذلك يعنى أصل لكل أنثى وأبونا آدم أصل لكل ذكر على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا كما قلت إما للجنس وإما للتبعيض وهى إما ابتدائية وإما بعضية كما تقدم معنا وكون أمنا حواء مخلوقة من أبينا آدم على نبينا وعليه الصلاة والسلام هذا ثابت إخوتى الكرام عن