ومنه قول الله جل وعلا:{ما لكم من إله إلا الله} ، {ما لكم من إله غيره} ، {ما لكم من إله} قوله من إله ما لكم نفى فتفيد العموم أى الآلهة كلها إلا هذا الإله الحق وهكذا إذا وردت كما قلت فى سياق شرط {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره} إن أحد أحد نكرة أيضا فى سياق نفى فى سياق شرط تفيد العموم وهكذا إذا وقعت النكرة فى سياق النهى ولا تطع منهم آثما أو كفورا فتفيد العموم وعليه النكرة إذا كانت فى سياق اثبات وهى فى معرض الامتنان تفيد العموم وإذا كانت فى سياق نفى تفيد العموم فى سياق نهى تفيد العموم فى سياق الشرط تفيد العموم وهنا نكرة فى سياق اثبات لكن فى معرض الامتنان الله يمن علينا بنعمه التى أنعم بها علينا فلو كان هناك زوجة من غير جنسها لما صح الامتنان بهذه الآية لأنه يوجد زوجة أخرى لما ما ذكرت فإذن هنا والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا نكرة فى سياق اثبات لكن فى معرض امتنان تفيد العموم يعنى لا يوجد زوجة من غير هذا الصنف من عدا هذا الصنف هذا محرم فى شريعة الله جل وعلا والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا نكرة فى سياق اثبات لكن فى معرض الامتنان فأفادت العموم فانحصرت الزوجات فى هذ النوع للآدمى آدمية وللجنى جنية ولا يجوز لأحد الصنفين أن يتزوج من الآخر والعلم عند الله عز وجل هذا استدلال أئمتنا وهذا هو كما قلت استدلال الإمام البارزى وغيره وهو الذى أيضا وضحه شيخنا عليه رحمة الله فى أضواء البيان فى الجزء الثالث صفحة عشرين وثلاثمائة إذن هذا الدليل الأول آيتان من القرآن نصتا على أن الزوجات منحصرات فى جنسنا فلا يجوز أن نتزوج الجنيات والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا وإن قال قائل هذه نكرة فى سياق اثبات ولا تفيد العموم نقل إذا ورد فى معرض الامتنان تفيد العموم فالله يخبر عن منته على عباده لأنه جعل لهم زوجات من هذا الصنف وعليه ما خرج عن هذا الصنف فلا يحل وسورة النحل من أولها