للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

انظر للمهابة التى كانت تقع فى قلوب الصحابة وفى قلوب من يراه ثبت فى سنن ابن ماجة والحديث رواه الحاكم وإسناده صحيح من رواية أبى مسعود البدرى الأنصارى ورواه الحاكم فى المستدرك أيضا والطبرانى فى الأوسط عن جرير بن عبد الله البجلى، فمن رواية أبى مسعود ومن رواية جرير رضي الله عنهم أجمعين، قال: أوتى برجل إلى صلى الله عليه وسلم، فلما وقف أمامه ورأه بدأت ترتعد فرائصه، يطرب من الخوف والفزع فقال النبى عليه الصلاة والسلام: هون عليك إنى لست بملك، إنى ابن امرأة كانت تأكل القديد على نبينا صلوات الله وسلامه لما هذا الفزع؟ لما هذا الرعب؟ هذا هو الوجل وهذه هى الرهبة لكن معها كما سيأتينا محبة لا نهاية لها فعندما يراه فى الأمر وليس حوله صلوات الله وسلامه لا خدم ولا حشم ولا حراس ولا جنود عليه صلوات الله وسلامه {والله يعصمك من الناس} ، لكن من ينظر لطلعة وجهه وبهاءه عليه الصلاة والسلام يعتريه هذا الوجل من النبى عليه الصلاة والسلام، هون عليك أنى لست بملك ليس حالى كحال الجبابرة أنا امرأة كانت تأكل القديد، والقديد: هو اللحم الذى يجفف ويملح، وهذا يفعله الإنسان فى الغالب إذا كان فقيراً، يملح اللحم عندما يذبح الذبيحة لا يريد أن يأكلها بكاملها ولا يوجد ثلاجات فى ذاك الوقت، فما بقى إلا أن يملح ويجفف ليؤكل عند الحاجة، فكأنه يقول أنا يعنى ابن امرأة تأكل كما يأكل الناس من أسرة يعنى عادية ليس من أسرة ملوك، فعلى ما هذا، يعنى الفزع والفرائص والأعضاء تتطرب، ولا يقولن قائل هذا حال إنسان لم يسبق له أن رأى النبى عليه الصلاة والسلام هذا حال الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين ما استطاع صحابى أن يحد النظر فى وجه نبينا عليه الصلاة والسلام، واسمعوا لهذا الحديث الذى هو فى صحيح مسلم اتروا أن هذا ليست بحالة كما يقال فى أول لقاء لا، الذين عاشروه لا يستطيع واحد منهم أن يديم النظر إلى وجه نبينا عليه الصلاة والسلام مما