تشترط ماذا؟ قلت: أن يغفر لى، قال: أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، ان الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله، وما كان أحد أحب إلىّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحلى فى عينى منه، إنتبه لكلام عمرو وما كنت أطيق أن أملأ عينى منه إجلالاً له ولو قيل لى صفه لما استطعت أن أصفه، وكان بعض شيوخنا يقول: وما أعلم صحة هذا القول، يقول: ما استطاع أحد أن يصف النبى عليه الصلاة والسلام إلا النساء، وأما الصحابة الكرام ما استطاعوا أن يصفوه وأن يحدوا النظر فيه عليه صلوات الله وسلامه، ولو قيل لى صفه لما استطعت أن أصفه لأنى لم أكن أملأ عينى منه ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة، الحالة الثالثة: ثم ولينا أشياء ما أدرى ما حالى فيها فإذا أنا مت فلا تصحبنى نائحة ولا نار، فإذا دفنتمونى فسنوا فشنوا بالسين المهملة والشين المعجمة، فسنوا علىّ التراب سنا شنا، أى ضعوه برفق دون شدة وغلظة وعنف، ثم أقيموا حول قبرى قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها، حى أستأنس بكم وأنظر ماذا أراجع به رسل ربى، الحديث كما قلت فى صحيح مسلم وهذا لفظه، انظر لعمرو بن العاص وله هذه المكانة رجل العالم أقوى الناس فى الحزم والعزم والدهاء ما استطاع أن ينظر إلى خاتم الأنبيناء عليه الصلاة والسلام وأن يملأ عينيه منه عليه صلوات الله وسلامه، لاإله إلا الله، وأما محبته فى القلوب وتعلق القلوب به أتلكم على هذا فيما يأتى مع بيان الأمر الثانى والشق الثانى من الأمر الأول، ألا وهو بيان خُلُق النبى عليه الصلاة والسلام بعد الإنتهاء من الكلام على خَلْقِه.