والحديث رواه الإمام أحمد فى المسند وابن ماجة فى السنن ورواه ابن خزيمة فى صحيحه وابن حبان فى صحيحه والحاكم فى مستدركه، وإسناده صحيح، فيه أن النبى عليه الصلاة والسلام من رواية أبى سعيد الخدرى بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علقمة بن مجزز أميراً على بعث، يقول أبو سعيد: أنا فيهم، فأذن عبد الله بن مجزز، علقمة بن المجزز أذن لطائفة من الجيش من هؤلاء البعث أن ينصرفوا وأن يذهبوا إلى مكان ما وأمر عليهم عبد الله بن حذافة، فلما تأمر عليهم هذا من قبل علقمة بن مجزز الذى أمره رسول الله عليه الصلاة والسلام، قال: أوليس لى عليكم حق السمع والطاعة، قالوا: بلا، قال: اجمعوا حطباً وأقدوا نارا ثم قال: أوقدوا أنفسكم فيها، فلما هم بعضهم أن يلقى نفسه فيها وبدأ يحتجز أى يربط صدره وثيابه من أجل أن يلقى نفسه فيها، قال: أردت أن أختبر حالكم وهل تطيعونى أم لا؟ وتكررت مثل هذه القصة كما فى الصحيحين عن على رضي الله عنه مع بعض الأنصار عندما أمره النبى صلى الله عليه وسلم على سرية، فذاك غضب منهم ويعنى كأنهم أزعجوه ويعنى خالفوه فى بعض الشىء فى الطريق فقال: اجمعوا حطباً إننى أميركم ثم أوقدوا نارا ألقوا أنفسكم فيها فاؤلئك جابلوه، وقالوا: أمنا برسول الله عليه الصلاة والسلام فرراراً من النار وفريق هم أن يلقى نفسه فيها، فقال النبى عليه الصلاة والسلام: من أمركم بمعصية الله فلا تطيعوه إنما الطاعة فى المعروف، وقال كما فى الصحيحين فى حديث على رضي الله عنه والذى نفسى بيده عليه صلوات الله وسلامه، لو دخلوا فيها ما خرجوا منها، إنما الطاعة فى المعروف، وقوله: ما خرجوا منها أى إذا استحلوا الدخول من غير تأويل فهذا استحلال لمعصية فهو كفر، أو أنهم ما خرجوا منها أى سيموتون ويحترقون وواقع الأمر كذلك، أوما خرجوا منها أى أن دخولهم فيها سيوصلهم إلى نار جهنم بعد ذلك وأمرهم إلى الله جل وعلا، فإن شاء عفى عنهم وإن شاء عذبهم سبحانه وتعالى