للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هو أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين، عبد بن حذافة هذا شأنه، فلما فعل مع ملك الروم ما فعل، يقول الذهبى عليه رحمة الله لعل ملك الروم أسلم سرا، يقول: وهكذا هرقل فإذاكان فى قلبه إيمانا حقيقى وما استطاع أن يظهره من أجل خوف قومه لعله ينفعه ذلك عند ربه والعلم عند الله جل وعلا..... اقول هذا احتمال يقوله الذهبى، لكن ما ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام من أن هرقل كذب وأنه عدو الله ولا زال على نصرانيته، هذا يقطع كل احتمال والعلم عند الله جل وعلا.

إخوتى الكرام: فى الحديث الذى ذكرته فى أخر فى الموعظة الماضية، حديث ابن عباس رضي الله عنه حول أسئلة هرقل لأبى سفيان، تقدم معنا أن هرقل كان حزاء ينظر فى النجوم، وهذا قلنا فيه شىء من التكهن ودعوى وزعم علم الغيب، فكيف يرد الإمام البخارى هذا فى صحيحيه ويسكت عليه؟ والجواب أن البخرى عليه رحمة الله أراد أن يورد فى كتاب الوحى ما يدل على نبوة النبى عليه الصلاة والسلام وأن الأدلة والإشارات تتابعت وتواترت على صدق نبينا عليه الصلاة والسلام من كل طريق بكل لسان بلسان العربى ولسان الأعجمى بلسان الإنسى بلسان الجن من جميع الطرق ورد ما يدل على أن نبينا عليه الصلاة والسلام رسول الله حقاً وصدقا، وهذا أبدع ما يشير إليه عالم وأقوى ما يحتج به محتج، ليس نحن نثبت الكِهانة والكَهانة لا لكن طريق الكهانة أشار غلى أن النبى عليه الصلاة والسلام هذا حق وصدق وبعثته فى هذا الوقت هو الذى يدل عليه كهانتهم، والجن صرحت بذلك والإنس صرحت بذلك والعرب صرحت بذلك والعجم صرحت بذلك فهذه الطرق على اختلاف أساليبها واعتباراتها متفقة على صدق نبينا عليه الصلاة والسلام فى أنه رسول الله حقا وصدقا، يقصد الإمام البخارى عليه رحمة الله من إراده هذه الجملة عن هرقل، يقصد هذه الدلالة وأن جميع الطرق والإشارات والدلالات دلت على أن نبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حقاً وصدقاً.