للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إخوتى الكرام: جعل الله نبينا عليه الصلاة والسلام فى أكمل صورة فى خَلْقِه وفى خُلُقِه، فهو صاحب الكمال عليه الصلاة والسلام فى الأمرين صورة كاملة فى الظاهر صورة نقية كاملة فى الباطن عليه الصلاة والسلام، فهو موهوب من قبل علام الغيوب وهب الكمالين فى خلقه وفى خُلُقِه وهو محبوب من قبل الله ومن قبل عباد الله على نبينا صلوات الله وسلامه، موهوب محبوب عليه صلوات الله وسلامه، جمع الله له كمال الخَلْقِ وتمام الخُلُق على نبينا صلوات الله وسلامه، هذان الأمران خَلْقه وخُلُقه من تأملهما يعلم أنه رسول الله عليه الصلاة والسلام حقا وصدقا، كيف هذا؟ ما فى خَلْق نبينا عليه الصلاة والسلام من كمال وجمال وبهاء وجلال وما فى خُلُقِه عليه الصلاة والسلام من كمال وحسن وتمام يدلان على أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا وصدقا، كيف هذا؟ من كان فيه تلك الصفات الكاملة بانواعها فى خَلْقه وخُلُقه يستحيل أن يكذب، وأى كذب؟ كذب على الله كما استدل بذلك هرقل، فقال: لم يكن ليذر الكذب على الناس ثم يكذب على الله، ولو تنزلنا وقلنا صاحب هذا الخُلُق العالى والخَلْق الجميل الجليل يمكن أن يكذب لو تنزلنا لما أقره الله بالكذب عليه طرفة عين، فلو قدرنا أن النبى عليه الصلاة والسلام فيه جميع الصفات الحسنة فى خَلْقه وخُلُقه لكنه فى هذه الصفة ليس بصادق، لو قدرنا، فادعى أنه رسول الله عليه الصلاة والسلام وما أوحى الله إليه بالرسالة، لو قدرنا قلنا ما فيه من صفات حسنة يمنع هذا التقدير لكن لو تنزلنا وقدرنا، لو ادعى هذا الأمر وهو ليس بصادق فيه لما أمهله الله طرفة عين، ولذلك قال أئمتنا فى كتب التوحيد جحد النبوة والطعن فى نبوة نبينا ونبوة الأنبياء عليهم جميعا صلوات الله وسلامه طعن فى كمال الرب بل نفى لوجوده وربوبيته سبحانه وتعالى، ووجه ذلك، أن الله جل وعلا حكيم عليم عظيم على كل شىء قدير، كيف يمكن دجالاً فى هذه الحياة يدعى أنه رسول رب