سنأخذ كما قلت أولا واحدة من هذه العلامات فى كل موعظة إن يسر الله وأعان لعلنا نتكلم على بعضها فى موعظة واحدة وعلى بعضها كما قلت فى أكثر من موعظة، نأخذ العلامة الأولى، علامات تكون فى نفس الرسول عليه الصلاة والسلام فى خلقه وفى خُلُقِه، فى صورته الظاهرة وفى صورته الباطنة التى يدل عليها علامات فى ظاهره فالخلق هو الصورة الظاهرة، والخُلُق هيئة باطنة فى نفس الإنسان تصدر عنها الأفعال بسهولة وروية، فإن كانت تلك الأفعال حسنة فى الشرع ممدوحة فى العقل يقال لتلك الهيئة خُلُق حسن وإن كانت تلك الأفعال مذمومة فى الشرع قبيحة فى العقل يقال لتلك الهيئة التى تصدر عنها الأفعال إنها خُلُق سىء قبيح دنىء، إذاً من تأمل خَلْقَ النبى وخُلُقَه على نبينا وعلى أنبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه، لن يرتاب فى ان هذا النبى هو رسول الله حقاً وصدقا وفخَلْقه وخُلُقه، العلامة الأولى حاله فى نفسه يدل على أنه صادق أو كاذب نبى أو متنبىء، لابد من هذا، وهذا ما سأوضحه فى هذه الموعظة إن شاء الله.