للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسألتك أشراف الناس يتبعونه أم ضعفاءهم، فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه وهم أتباع الرسل، ولذلك قال قوم نوح لنبى الله نوح على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه، كما حكى الله عنهم هذا فى سورة هود {ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني لكم نذير مبين. أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم. فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين} ، من فضل: فى الغنى والجذى واليسار والثروة والمال { ... وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين} ، إذاً اتبعت الذين هم أراذلنا من أول وهلة، وهذا الذى عيروا به نبى الله نوح على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه وجعلوه من المنفرات عن اتباعه هو فى الحقيقة من موجبات اتباعه لأنه عندنا أغنياء متغطرسون أهل جبروت وعلو، وعندنا مساكين مهتدون، عندما يأتى الحق ليس بين الضعفاء ولا بين أعل القلوب الطاهرة من مانع يمنعهم من اتباع الحق، وأما اؤلئك يقول: إذا اتبعنا الحق ذهب عزنا ذهب ملكنا، يطلب كمنا بعد ذلك مساعدة للفقراء كل هذه تعتبر من الموانع، وهى موانع مصطنعة، أما إذا كانت النفس طاهرة وليس عندها مانع بعد ذلك من هذه الموانع والحواجز الدنيوية وبلغتها دعوة الحق هذا دين الفطرة، تهتدى به بلا توقف.

وسألتك: أيزيدون أم ينقصون؟ فذكرت أنهم يزيدون فى ازدياد، وكذلك أمر الإيمان حتى يتم.